الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله جل جلاله أن يثبتنا وإياكم على صراطه المستقيم وأن يزيدنا خشية منه سبحانه. ومما لا يخفى على المسلم أن مجالات الإعلام والسينما والتلفاز يعج بالمحرمات والفواحش التي تغضب الله عز وجل، مما يجعلها في كثير من الأحيان وسائل لنشر الفواحش وتغريب المجتمع وصده عن سبيل الله. ولا شك أن الأعمال السينمائية المحرمة لم يكن لها أن تتم إلا بإعداد كوادر لها، ومتخصصين في كل ما يعين عليها مما ذكر في السؤال، ولذلك فإن هذا الإعداد والتدريب إنما هو تعاون على الإثم والعدوان ونشر الفساد. وقد قال جل وعلا: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة:2}.
فالمؤمن لا يرضى لنفسه أن يكون حلقة لنشر الفساد والتعاون على الإثم والعدوان. وانظر الفتاوى التالية :11401، 22506، 1675.
وما ذكرناه إنما هو باعتبار ما هو غالب؛ لأن المباح في هذا المجال قليل أو نادر، لكن إن كنتم ستقومون بتدريب أناس يعملون في مجالات مباحة أو مشروعة، كما لو كنتم ستقومون بإعداد كوادر تنتج أعمالا إسلامية فلا حرج عليكم ، بل سيكون هذا حينئذ من التعاون على البر والتقوى وإصلاح المجتمع، ولا شك أن المجال الإعلامي الشرعي والقنوات الإسلامية الوليدة تحتاج إلى مزيد من الإعداد ورفع الكفاءات، فننصحكم بتوظيف طاقاتكم ومواهبكم في خدمة هذا الدين والدعوة إلى الله سبحانه ومحاربة الفساد.
وبخصوص المرأة فقد سبق الكلام على ظهور المرأة في وسائل الإعلام ولو كانت داعية إلى الله في الفتوى رقم: 120079، وما أحيل عليه فيها، وعلى ذلك فيقتصر على تدريب الرجال دونهن.
وأما عمل المرأة في مجال الإعلام دون ظهور صورتها فهو جائز بضوابط ذكرناها في الفتوى رقم: 34217.
وبالتالي فلا حرج في تدريبها على هذا، بضوابط شرعية انظرها في الفتويين: 48092 ، 62390 .
والله أعلم.