الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى المسلم إذا رأى شيئا ملقى فيه ذكر الله وتيسر له رفعه دون مشقة أن يرفعه، ثم يتخلص منه إن أراد بالحرق أو الفرم ونحو ذلك، فإذا تكاسل المسلم عن ذلك مع تيسره فإنه يأثم بلا شك لعدم تغييره لهذا المنكر العظيم، ويتكرر الإثم بتكرر الترك إلا أنه لا يكفر بمجرد ذلك ما لم يكن على سبيل الاستهزاء والإهانة، وانظر الفتوى رقم: 50107.
ومجرد الخجل ليس بعذر في ترك تلك الأوراق، بل عليك أن تستحيي من ترك اسم الخالق العلي جل جلاله مرميا تطؤه أقدام الخلائق، فالله سبحانه وتعالى أحق أن يستحيى منه، وهو أحق أن تخشاه، ولك أسوة في بشر بن الحارث رحمه الله، كان بشر الحافي شاطرا يجرح بالحديد، وكان سبب توبته أنه وجد قرطاسا في أتون حمام فيه بسم الله الرحمن الرحيم فعظم ذلك عليه ورفع طرفه إلى السماء، وقال سيدي اسمك هاهنا ملقى فرفعه من الأرض وقلع عنه الشجاة التي هو فيها وأتى عطارا فاشترى بدرهم غالية لم يكن معه سواه ولطخ تلك الشجاة بالغالية فأدخله شق حائط وانصرف إلى زجاج، وكان يجالسه فقال له الزجاج والله يا أخي لقد رأيت لك في هذه الليلة رؤيا ما رأيت أحسن منها ولست أقول لك حتى تحدثني ما فعلت في هذه الأيام فيما بينك وبين الله فقال: ما فعلت شيئا أعلمه غير أني أجرت اليوم بأتون حماد فذكره فقال الزجاج: رأيت كأن قائلا في المنام: قل لبشر يرفع اسما لنا من الأرض إجلالا أن يداس لننوهن باسمك في الدنيا والآخرة. اهـ من تاريخ دمشق.
الشاطر: من أعيا أهله خبثا. القاموس المحيط.
لكن إذا لم يتيسر ذلك وكان فيه مشقة ظاهرة فحينئذ لا يلزمه ذلك لأن المشقة تجلب التيسير، وانظر الفتوى رقم: 112698.
وقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بنشر الوعي الإسلامي في المجتمع حتى يتعاون الجميع على احترام ما يجب احترامه.
والله أعلم.