الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن فضل الله عليك أن منّ عليك بالهداية والحرص على طاعته، وتلك أعظم نعمة في الدنيا، فعليك أن تشكري الله قلبا وعملا ولسانا، وتحافظي على دينك وتقدميه على كل ما سواه من ولد وأهل ومال.
فلا يجوز لك طاعة زوجك ـ وبالأحرى أهله ـ في خلع الحجاب أو غير ذلك من الأمور المخالفة للشرع، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعن عليّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ.
متفق عليه.
والذي ننصحك به أن تبذلي جهدك في سبيل إصلاح زوجك وتبيني له خطر تركه للصلاة، فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، وتركها جحوداًً يخرج من الملة باتفاق، كما أن تركها تكاسلاً كفر مخرج من الملة عندّ كثير من العلماء، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم : 3830.
وينبغي لك مناصحة أهل زوجك وبيان الحق لهم، ويمكنك الاستعانة في ذلك بإهداء بعض الأشرطة أو الكتب أو التوجيه للمواعظ والدروس بالمساجد أو البرامج التي تبث على القنوات الفضائية، مع الحرص على معاملتهم بخلق طيب والإحسان إليهم والدعاء لهم مع عدم تعجّل النتيجة، فإن استجابوا وإلا فلك مقاطعتهم، وأما زوجك: فإن لم يستجب ويحافظ على الصلاة فينبغي لك طلب الطلاق منه، وراجعي في حكم بقاء الزوجة مع زوجها التارك للصلاة، الفتوى رقم : 5629.
وأبشري خيرا ولا تخافي ما دمت مستقيمة على طاعة الله معتصمة به، فلن يضيعك أبدا، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.