الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه رسالة مكذوبة لا يجوز لمسلم أن ينشرها أو أن يساعد في ذلك، وإن من أكبر الكبائر الكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة)[الزمر:60] وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن كذباً علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار" متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
ولا يجوز لمسلم أن يعتقد فيما فيها من وعود كاذبة أنها تجلب نفعاً أو تدفع ضراً، ومن اعتقد هذا فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الشرك يجب عليه أن يتوب منه، لأن الله تعالى قد أكمل دينه وأتمه، وقد بلغ ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم: والذي يعتقد في هذه الرسالة فكأنما يتهم دين الله تعالى بالنقص، ورسوله صلى الله عليه وسلم بكتمان العلم، وقد قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي)[المائدة:3] وقال تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)[المائدة:67] وشهد الله له بالتبليغ فقال: (فتول عنهم فما أنت بملوم)[الذاريات:54] فالواجب على المسلمين في كل مكان أن يحذِّروا من تلك الرسائل، وأن ينبهوا على خطرها، وما اشتملت عليه من كذب وافتراء، ويجب على كل مسلم إذا وصلت إليه تلك الرسالة أن لا يبالي بها، ولا ينبغي لأحد أن يقول: انشرها فإن لم تنفع فلن تضر!! لأن في نشرها أعظم الضرر، لأنها تنشر بين المسلمين الجهل، وتبث في نفوس الضعاف من المسلمين التعلق بالأوهام الكاذبة.
والذي نحزن له أن الأمة قد ابتليت في الآونة الأخيرة بمثل هذه الرسائل المكذوبة بأساليب مختلفة، فمرة رسالة مزعومة من رجل اسمه الشيخ أحمد خادم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قال له: بلغ المسلمين بكذا وكذا.
ومرة رسالة من امرأة مريضة قعيدة رأت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها في منامها، وقد قامت من نومها وقد شفيت… إلخ.
ولا يخالجنا شك في أن وراء مثل هذه الرسائل جهات مشبوهة تؤلفها وترسلها إلى المسلمين هنا وهناك، ليعيش المسلمون ظلمات الجهل والشرك.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين أجمعين.
والله تعالى أعلى وأعلم.