الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت أمك قادرة على الحج مستطيعة له فإنه يلزمها أداؤه كما أخبرك هذا الشيخ الذي استفتيته لأن الحج فرض على القادر بإجماع المسلمين لقوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {آل عمران: 97} بخلاف العمرة فقد وقع الخلاف في وجوبها كما بيناه في الفتوى رقم: 28369.
وعلى فرض وجوبها فقد ذكرت أنها اعتمرت أكثر من مرة، وإذا كانت أمك لا تقدر على تكاليف الحج فإنه يجوز لها الاعتمار كما شاءت، أما طلبها منك مرافقتها على نفقتك الخاصة مع عدم قدرتك المادية فلا يجب عليك طاعتها في ذلك، ولا تأثم إذا اعتذرت لها وأعلمتها بعدم استطاعتك على أن يكون الاعتذار بأسلوب لين رفيق.
والله أعلم.