الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كانت النساء زمن النبي صلى الله عليه وسلم يصلين في المسجد خلف صفوف الرجال، وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باباً فقال: باب صلاة النساء خلف الرجال وذكر فيه حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيراً قبل أن يقوم.
قال: نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال. انتهى.
وذكر فيه أيضاً حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سليم فقمت ويتيم خلفه وأم سليم خلفنا. انتهى.
والذي يظهر أنه لم يكن هناك حائل أو فاصل كستار ونحوه بين صفوف الرجال وصفوف النساء ويدل عليه حديث ابن عباس عند الترمذي وصححه الألباني. قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ.
ويدل عليه أيضاً حديث مسلم عن سهل بن سعد قال: لقد رأيت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم مثل الصبيان من ضيق الأزر خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال قائل يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال. انتهى.
قال النووي رحمه الله: معناه لئلا يقع بصر امرأة على عورة رجل انكشف. انتهى.
وهذا يدل على أنه لا فاصل بين صفوفهن وصفوف الرجال، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 57651 بعنوان (الحاجز بين الرجال والنساء.. رؤية شرعية)، والفتوى رقم: 106085 بعنوان (دفع شبهات من يبيح الاختلاط).
والله أعلم.