الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فإن كنت تسألين عن حكم الدخول في بيت الخلاء والاغتسال في الحمام بعد الادهان بالزيت المقروء عليه شيء من القرآن فإن هذا جائز لا حرج فيه، ومثل ذلك الكريمات والأطعمة يجوز دخول الحمام بعد استعمالها. ففي فتاوى اللجنة الدائمة أنهم سئُلوا: هل يجوز للإنسان أن يدهن بعض جسمه بزيت زيتون عليه قرآن الرقية ثم يدخل الحمام (بيت الخلاء)، فأجابوا: نعم، يجوز للإنسان أن يدهن بزيت الزيتون المقروء عليه القرآن ولا بأس أن يدخل الحمام بعد ذلك. انتهى.
ولو لم تكن هناك مشقة في الاغتسال في إناء ثم يسكب ماء الاغتسال في مكان نظيف فإنه أفضل، إذا تيسر ذلك احتراماً للقرآن وتعظيماً له، فقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ. {30}.. وأما القراءة على هذه الأشياء واستعمالها فلا حرج في ذلك شرعاً، ففي فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال جواباً لمن سأله عنها: يجوز للمرأة أن تستعمل ما قرئ به من زيت أو ماء أو تمر.. وتجوز القراءة في الأدهان جميعها وفي الأطعمة التي يأكلها المريض والأشربه التي يشربها، لأن الله تعالى قال: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء. فإذا استعمل القرآن على وجه ظهرت فيه الفائدة والمصلحة وليس فيه إهانة للقرآن الكريم فلا بأس.. انتهى.
وأما إن كنت تسألين عن حكم الدخول بالزيت إلى الحمام للادهان به داخل الحمام فالجواب أن الأولى هو الادهان به في بيت النوم، وإن لم يتيسر فلا حرج في الحمام إن أمن سقوط الزيت في أرضية الحمام وذهابه مع المجاري التي تجري بها الأنجاس، وذلك أن مدار كلام الفقهاء على كراهة أو منع الدخول في الحمام بما فيه قرآن أو ذكر مكتوب كما تقدم في الفتوى رقم: 36096.
وأما غير المكتوب فلا يمنع دخول الحمام به فقد جوز المعاصرون دخول الحمام بالقرص والشريط قياساً على جواز دخول الشخص الحافظ للقرآن في الحمام.
والله أعلم.