الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الحال كما ذكرت فالواجب عليك مفارقة هذا الرجل وترك مساكنته، ما دام قد ظهر منه ريبة نحوك، واعلم أنّ الأصل أنّ تقبيل الرجل لأخيه مكروه إلّا لقادم من السفر ونحوه، فعن أنس بن مالك قال: قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقي أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال: لا، قال أفيلتزمه ويقبله ؟ قال: لا، قال أفيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال: نعم. قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وهذه الكراهة حيث تنتفي الشهوة وتزول الريبة، أمّا مع وجود الشهوة أو حدوث الريبة فحرام بكل حال.
قال النووي: وهذا الذي ذكرناه في التقبيل والمعانقة، وأنه لا بأس به عند القدوم من سفر ونحوه ، ومكروه كراهة تنزيه في غيره، هو في غير الأمرد الحسن الوجه، فأما الأمرد الحسن ، فيحرم بكل حال تقبيله، سواء قدم من سفر أم لا. الأذكار.
فما كان منك من مجاراته في تقبيلك ونحوه مع ظهور الريبة بغرض إسعاده لا شكّ أنّه منكر قبيح وسلوك مشين لا يليق بمسلم فضلاً عن مسلم يحرص على تعلم القرآن، فالواجب عليك التوبة من ذلك بالإقلاع عن هذه الأفعال والندم على ما كان والعزم على عدم العود لها ، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب مع نصح هذا الرجل وتخويفه بالله.
والله أعلم.