الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حذرنا من الوسوسة في فتاوى كثيرة جداً، وبينا مراراً وتكراراً أنها من شر الأدواء التي متى تسلطت على العبد أهلكته أو كادت أن تهلكه وأفسدت عليه دنياه وآخرته، والذي يتعين عليك أيتها الأخت الكريمة إذا كنت حريصة على أمر دينك أن تعرضي عن هذه الوساوس ولا تلتفتي إليها ولا تعيريها أي اهتمام، فإن استرسالك مع الوساوس هو سبب ما أنت فيه من العناء، واعلمي أن الأمر أيسر من ذلك بكثير، وأن الله تعالى رحيم بعباده لطيف بهم، فهو لا يكلفهم من أمرهم عسراً ولا يحملهم ما لا طاقة لهم به.
فالذي ننصحك به هو أن تصلي بصورة عادية كما يصلي سائر المسلمين فلا تقرأي الفاتحة ولا غيرها إلا مرة واحدة فقط، واقرأي الآيات على وجهها دون الوقوف على كل كلمة، بل تقطعين قراءتك آية آية كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، ولا تجهري بالقراءة إلا حيث يشرع لك الجهر، فإذا قرأت الآية فوسوس لك الشيطان أنك أخطأت في حرف كذا، أو أنك لم تأتي بالشدة أو لم تنطقي بكلمة كذا فأعرضي عن هذا كله وامضي في صلاتك وتعوذي بالله من وسوسة الشيطان، واعلمي أنه ليس لك بناصح ولا هو على عبادتك بحريص، بل هو يريد أن يوقع الوسوسة في قلبك بكيده ومكره، واعلمي أن الوقوف على الميم من بسم بالسكون ليس لحنا يحيل المعنى غير أن ما قدمنا نصحك به من ترك الوساوس ورفضها هو ما يتعين عليك الأخذ به حتى تتم لك العافية بإذن الله، وانظري لذلك الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.