الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت قد وقعت في علاقة محرمة مع هذا الرجل فالواجب عليك التوبة إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب واستشعار الندم على فعله والعزم على عدم العود، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، والإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية.
واعلمي أن التفات القلب للذنب وتعلقه به ينافي صدق التوبة، فعليك قطع كل علاقة بهذا الرجل الذي ارتكبت معه المعصية، وذلك بالاستعانة بالله، وعدم الاسترسال مع الأفكار والخواطر، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة.
وإذا تقدم إليك ذو دين وخلق، فالحكم في قبولك للزواج يتوقف على حاجتك للزواج، فإن كان في رفضك للزواج تعريض لنفسك للوقوع في الحرام فرفضك للزواج حرام.
قال البهوتي ( الحنبلي): وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ، وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا, مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ , لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ. شرح منتهى الإرادات.
وقال المرداوي -عند الكلام على أقسام النكاح: حيث قلنا بالوجوب فإن المرأة كالرجل في ذلك.
وأما إذا كنت لا تخشين على نفسك الوقوع في الحرام، فلا حرج عليك في الامتناع من الزواج رغبة أن تكوني مع زوجك في الجنة –إن شاء الله- علما بأنه لم يعد زوجا لك في هذه الدنيا بعد وفاته.
وإذا لم يكن لك أيتام تقومين على رعايتهم وكنت لا تزالين شابة، فالأولى لك الزواج، ولا يمنعك ما وقعت فيه من الخطأ من قبول الزواج برجل صالح ما دمت قد تبت توبة صادقة ولا يكون ذلك غشا لمن يتزوجك.
وإذا كان هذا الرجل الذي وقعت معه في المعصية قد تاب وأصبح مرضي الدين والخلق وتقدم لزواجك فلا مانع من قبوله.
واعلمي أن التوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
وأما عن المرأة لمن تكون في الجنة إذا تزوجت أكثر من مرة، فراجعي الفتوى رقم: 2207.
والله أعلم.