الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي حث الشرع الحنيف على اعتباره في النكاح إنما هو الدين والخلق وليس المال، قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
والمغالاة في المهور والتباهي بكثرتها غير ممدوح في الإسلام، بل إن قلة المهر هي الأفضل وتعتبر دليلا على بركة الزوجة، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: أعظم النساء بركة أيسرهن مهرا. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 99287
قال الشوكاني في نيل الأوطار : قوله : ( أيسره مؤنة ) فيه دليل على أفضلية النكاح مع قلة المهر، وأن الزواج بمهر قليل مندوب إليه، لأن المهر إذا كان قليلا لم يستصعب النكاح من يريده، فيكثر الزواج المرغب فيه ويقدر عليه الفقراء ويكثر النسل الذي هو أهم مطالب النكاح، بخلاف ما إذا كان المهر كثيرا، فإنه لا يتمكن منه إلا أرباب الأموال، فيكون الفقراء الذين هم الأكثر في الغالب غير مزوجين فلا تحصل المكاثرة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم كما سلف في أول النكاح . انتهى
وبناء على ما تقدم، فإن كان الرجل الذي تقدم لخطبتك صاحب خلق ودين فننصحك بالرضا بما بذله لكِ من مهر وما يتعلق به، وعليكِ إقناع أهلِك بذلك، وأن تبيني لهم كراهة المباهاة والمغالاة في المهور. وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 61385.
والله أعلم.