الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس فيما ذكر السائل مجال للسؤال عن الكفر، ومثل هذه الأوضاع لا يشك في كفر من قام بها إلا موسوس، وإنما السؤال هنا يتوجه في الحلال والحرام، وأما الكفر فلا.
وعلى أية حال فقد صدق السائل في وصف نفسه بأنه موسوس، ومن كان في مثل هذه الحال ينبغي أن يجتهد في علاج الوسوسة، ويكون ذلك بأن يعرض عنها ولا يسترسل، بل يطرحها ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد فلا يفتح بابه على نفسه بالتعمق في ذلك.
وخوف السائل ونفوره مما قد يكون استهزاء مكفرا هو بنفسه دليل قاطع على أنه ليس بحمد الله ـ من المستهزئين بالدين، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 7950، 12300. وقد سبق لنا التنبيه على سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 78372، 3086، 60628.
ومما يدل على أن ما يشكو منه السائل إنما هو من الشيطان ووسوسته أنه يريد أن يجره إلى ذنب عظيم يدخله بحق في دائرة من اختلف أهل العلم في كفره: وهو تارك الصلاة، ولذلك نحذر السائل مرة أخرى من الوسوسة، وأنه يجره الشيطان من خلالها إلى ترك الصلاة، فإن كنت تركت صلاة بالفعل فتب إلى الله وبادر إلى قضائها. وراجع في ذلك وفي عقوبة ترك الصلاة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 76113، 6061.
والله أعلم.