الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب وأكبر الموبقات، بل هو بإجماع المسلمين أكبر من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس كما نقل ذلك ابن القيم في أول كتاب الصلاة.
والخلاف في كفر تارك الصلاة معلوم، وترجيح العلامة العثيمين في هذه المسألة معلوم أيضاً، فهو رحمه الله يرى أن من يترك الصلاة فلا يصلي البتة كافر مخلد في النار، وينتصر لذلك بقوة مستدلاً بالنصوص الدالة بظاهرها على كفر تارك الصلاة، ويلزم من القول بتكفيره جميع ما ذكر من انفساخ عقد نكاحه وعدم جواز الصلاة عليه ولا دفنه في مقابر المسلمين ولا يرثه من يصلي من أبنائه، والفتوى المذكورة عن الشيخ صحيحة النسبة إليه وهي موجودة بحروفها في مجموع فتاواه رحمه الله، وهذا الكلام من أدل شيء على خطورة ترك الصلاة وضرر التهاون في أداءها.
وأما من يصلي ويدع فلا يشمله هذا الحكم عند الشيخ، وقد أشبعنا القول في هذه المسألة وذكرنا مذاهب العلماء فيها وما استدلوا به وملنا إلى ترجيح قول الجمهور وهو أن تارك الصلاة لا يكفر كفراً ناقلاً عن الملة، فليراجع التفصيل في الفتوى رقم: 130853.
والله أعلم.