الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنعوذ بالله تعالى ثم نعوذ به من كل أفاك مارد، قد اتبع هواه وران على قلبه سوء كسبه، فحاله كما قيل:
خفافيش أعماها النهار بضوءه * ووافقها قطع من الليل مظلم
ألا فليعلم كل مسلم أن التطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم علائم الخذلان ودلائل الحرمان، ولو كان هذا الأفاك صادقا فيما يدعيه من أنه يعمل بالقرآن ويأخذ به فإنه يجد القرآن مشحونا بالآيات المعظمة لمقام النبوة والدالة على وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في قليل ما يأتي به وكثيره، بل جعل القرآن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم علامة محبة الله تعالى، وجعل تحكيمه فيما شجر بيننا هو علامة الإيمان ونفى الإيمان عمن لم يحكمه ولم ينشرح صدره بحكمه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:65} وقال: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ { آل عمران:31} وقال: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {الحشر:7} وقال: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا {الأحزاب:21}.
والآيات بمثل هذا المعنى كثيرة معلومة، وراجع في مكانة السنة الفتوى رقم: 77994.
وأما تعظيم الرقم تسعة عشر فهو من علامات الطائفة البهائية، ولذلك جعلوا السنة تسعة عشر شهرا، والشهر تسعة عشر يوما كما هو معلوم، وقد بينا ضلال هذه الطائفة وزيغها وانحرافها في فتاوى كثيرة. وراجع منها الفتاوى التالية أرقامها، 20553، 40935، 77139.
ومن ثم فالواجب على المسلمين جميعا ممن اطلع على ما يأتي به هذا الدجال من المنكر العظيم والبهتان الجسيم أن يتصدى لإنكار منكره ما وسعه ذلك، وأن يحذر منه قدر طاقته، نسأل الله تعالى أن يكفي المسلمين كيد الكائدين ومكر الماكرين.
والله أعلم.