الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على صلاح زوجك وخوفك من وقوعه فيما يغضب الله، فذلك من علامات التقوى ودلائل الصدق مع الله، كما أن ذلك من كمال الإحسان إلى زوجك ومن تمام الوفاء له، وينبغي ألا تيأسي وأن تداومي نصحه برفق وحكمة مع الاجتهاد في الدعاء له.
أمّا امتناعك عن معاشرته بسبب تدخينه فإن كان لتأذيك من رائحته تأذياً شديداً فذلك جائز. جاء في فتاوى ابن حجر الهيتمي: وَسُئِلَ عَمَّا إذَا امْتَنَعَتْ الزَّوْجَةُ من تَمْكِينِ الزَّوْجِ لِتَشَعُّثِهِ وَكَثْرَةِ أَوْسَاخِهِ هل تَكُونُ نَاشِزَةً؟ فَأَجَابَ بِقَوْلِهِ: لَا تَكُونُ نَاشِزَة بِذَلِكَ، وَمِثْلُهُ كُلُّ ما تُجْبَرُ الْمَرْأَةُ على إزَالَتِهِ أَخْذًا مِمَّا في الْبَيَانِ عن النَّصِّ أَنَّ كُلَّ ما يَتَأَذَّى بِهِ الْإِنْسَانُ يَجِبُ على الزَّوْجِ إزَالَتُهُ. الفتاوى الفقهية الكبرى.
أما إذا كان امتناعك ليس بسبب تأذيك وإنما بغرض ردعه عن التدخين فذلك غير جائز، فليس من حقّ الزوجة تأديب زوجها على المعاصي أو إلزامه بالواجبات، فإن القوامة للزوج، وإن كان لها أن تحتسب على زوجها العاصي فتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وليعلم أن حق الزوج على زوجته عظيم، وهي مأمورة بطاعته في المعروف، واحترامه ورعاية حقه ونصحه برفق ولين.
والله أعلم.