الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنريد أولا التنبيه إلى أن ما حصل بينك وبين تلك الفتاة من المعاصي ما كان ليحصل لولا التساهل في حدود الله.
والإشهاد على النكاح يكفي فيه عدلان ولا يلزم أن يكون أحدهما أو كلاهما من جهة المرأة أو الرجل، وأن خوفك من أن يكون العقد الذي أجريتموه على الانترنت باطلا هو خوف في محله، ولكن كان ينبغي أن يكون خوفك من الوقوع في الزنا الصريح أشد منه.
وفي خصوص ما سألت عنه فقد تضمن سؤالك عدة أمور وتفصيل الجواب عليها كما يلي:
1ـ لقد ارتكبت محرما بالتواصل مع امرأة أجنبية، وفي ذلك من المفاسد ما لا يخفى. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 10570. وخير شاهد على ذلك ما وقعتما فيه.
2ـ أن الخطبة لا تحتاج إلى حفل بل تحصل بتراضي الطرفين عليها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 131440.
وما ذكرته من الطقوس إذا كان قد اشتمل على اختلاط بين الرجال والنساء أو صحبه غناء محرم أو نحو ذلك....لم يكن يجوز فعله ولا تصويره ولا مشاهدته أو سماعه، ويجب إتلاف القرص المشتمل عليه أو محوه منه.
3ـ نومك مع تلك الفتاة معصية شنيعة، وما حصل بينكما من معاشرة قبل إجراء العقد زنا صريحُُ والعياذ بالله تعالى، فعليكما المبادرة بالتوبة إلى الله تعالي والإكثار من الاستغفار.
4ـ لا ينعقد النكاح بواسطة الإنترنت كما أفتي بذلك مجمع الفقه الإسلامي. وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 96558.
5ـ عليك الآن أن تقطع الاتصال بتلك الفتاة فهي أجنبية منك، وإن أردت العقد عليها فليكن ذلك بحضور وليها أو من ينوب عنه مع شاهدي عدل، وإجراء العقد بصيغة دالة علي العقد. وراجع الفتوى رقم: 7704.
ولا بد من استبرائها بحيضة قبل العقد عليها مع توبة كل منكما مما كان كما قال به بعض أهل العلم.
والله أعلم.