الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمثل هذه العلاقات بين الرجال والنساء الأجانب علاقات محرمة لا خلاف في حرمتها، ويجب على من وقع في مستنقعها الآسن أن يتوب إلى الله جل وعلا، وأن يقلع عنها فورا ابتغاء رضوان الله وامتثالا لأمره وخوفا من بطشه وعقابه، وعلى ذلك فإن ما قمت به من قطع العلاقة مع هذا الرجل هو الحق والصواب، ولكن عليك أن تجددي النية بحيث تكون هذه التوبة لله وفي الله، فإن من شروط التوبة الإخلاص لله سبحانه فيها كما بيناه في الفتوى رقم: 5450.
أما التكفير عن هذا بعد التوبة الصادقة فيكون بالأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة فقد قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}
وفي صحيح الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. حسنه الألباني. وقال رسول صلى الله عليه وسلم: صدقة السر تطفئ غضب الرب.
أما عن هذا الشاب فليس له عليك أية حقوق أو مطالبات فهو الذي استجاب لك في هذا الإثم دون قهر منك ولا إكراه، فاحذري أن يستزلك الشيطان من هذا الباب ويستدرجك مرة أخرى إلى فتح مثل هذه العلاقات المحرمة معه أو مع غيره بحجة تأنيب الضمير ونحوها مما هو من كيد الشيطان ووساوسه.
أما معرفته بهذا يوم القيامة فهذا علمه عند الله سبحانه، فإن أمور القيامة والآخرة لا يعلمها على التفصيل إلا علام الغيوب جل جلاله.
ولكنا نبشرك بأن من تاب وحسنت توبته فإن الله يستره يوم القيامة، فقد جاء في الحديث المتفق عليه: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته . وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين
والله أعلم.