الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا المال الذي بذله لك هذا الرجل إما أن يكون قد بذل لينال منك شيئا محرما -كما حدث بينكما- وحينئذ فلا يحل لك الانتفاع بهذا المال إذا علمت ذلك منه، ولا يحل لك أيضا إرجاعه إليه بل الواجب حينئذ أن تتصدقي به كما جاء في فتاوى ابن تيمية:.. بل يؤخذ هذا المال فيصرف في مصالح المسلمين كما قيل في مهر البغي وحلوان الكاهن وأمثال ذلك مما هو عوض عن عين أو منفعة محرمة إذا كان المعاوض قد استوفى العوض. انتهى.
وإما أن يكون قد بذلك هذا المال بهدف إتمام الزواج فحيث لم يتم الزواج وجب إرجاع هذا المال، لأن هذا المال يأخذ حكم هبة الثواب، ومعلوم أن من وهب للثواب فإنه أحق بهبته ما لم يثب منها.
جاء في الإنصاف: حكى الأثرم عن الإمام أحمد رحمه الله في المولى يتزوج العربية يفرق بينهما فإن كان دفع إليها بعض المهر ولم يدخل بها يردوه، وإن كان أهدى هدية يردونها عليه.
قال القاضي في الجامع: لأن في هذه الحال يدل على أنه وهب بشرط بقاء العقد فإذا زال ملك الرجوع كالهبة بشرط الثواب. انتهى.
وفي النهاية نوصيك بالتوبة إلى الله جل وعلا من هذه العلاقات الآثمة، وسد الباب أمامها مستقبلا بالابتعاد عن محادثة الرجال الأجانب سواء مباشرة أو على النت والهاتف فكل ذلك ذريعة إلى الفساد والشر، وراجعي نصوص الفقهاء في حكم الحديث بين الرجل والمرأة الأجنبية في الفتوى رقم: 21582.
والله أعلم.