الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن العبرة بالمعاني والمقاصد، وقد بوب البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه: باب إذا قالوا: صبأنا. ولم يحسنوا: أسلمنا. وقال ابن عمر: فجعل خالد يقتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبرأ إليك مما صنع خالد .. اهـ.
وتمام حديث ابن عمر كما رواه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا. فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا. فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ... حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد.
قال ابن المنير في (المتواري على أبواب البخاري): مقصود الترجمة أن المقاصد تعتبر بأدلتها كيف ما كانت الأدلة لفظية أو غيرها، على لفظ لغة العرب أو غيرها. اهـ.
ولا حرج في الاستعمالات العرفية للألفاظ، ما دامت هذه الألفاظ لم يُنْه عنها لذاتها. وبخصوص مادة (نجم) فليس قاصرة في لغة العرب على معنى الكواكب والنظر فيها على الوجه المحرم.
فالمقصود أنه لا حرج في استعمال اللفظ المذكور بالمعنى المشار إليه، وقول من قال بحرمته ليس له أي وجه مقبول.
والله أعلم.