الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكذب -كما هو معروف- هو الإخبار بخلاف الواقع، وهذا ينطبق على ما أخبر به السائل أباه عندما سأله عن حاسوبه، وعليه فهو كذب محرم، وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أسماء بنت عميس مرفوعاً: إن الكذب يكتب كذباً حتى تكتب الكذيبة كذيبة. ولا يشفع للسائل أنه أراد بذلك الستر على نفسه، فقد كان بإمكانه أن يعرض في جوابه، بحيث يفهم أباه شيئاً غير الذي يقصده، وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1824، 1126، 4512، 56369.
وعلى أية حال فالتوبة تجب ما قبلها، فاستغفر الله وتب إليه.. ثم ننبه على أن هذا الجهاز إن كان الوالد لم يهبه لابنه هبة نافذة ولم يملكه إياه، وإنما خصه بالانتفاع به فقط، فلا بد من رد ثمنه إلى الوالد لأنه حقه، إلا أن يعفو عنه.. ونسأل الله تعالى أن يتم عليك نعمة الهداية والاستقامة، وأن يثبتك على الهدى.
والله أعلم.