الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر لك تفاعلك مع موقعنا واهتمامك بأمر دينك فهو أولى ما ينبغي للمؤمن أن يحرص عليه ولايحمله حب الدنيا أن يخبط خبط عشواء دون أن يكون على بينة مما يقدم عليه، فسبل الحلال كثيرة، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم وتوجيهه للناس أن قال: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.
قال الحافظ في الفتح :أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود، والحديث صححه الألباني أيضا.
وأما ما سألت عنه فهو غش بين وتزوير صريح محرم؛ لقول الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ{الحج:30}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم.
قال الراغب: الزور: الكذب، وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً. الفتح.
فاستغفر الله تعالى مما وقعت فيه، ولاتطع مديرك أوغيره في معصية الله عز وجل بارتكاب ما نهى عنه، ولو أدى ذلك إلى فصلك من العمل. وما يتعلل به من كون النتيجة تأتي مثالية بعد أسبوعين أوأقل لايسوغ الغش والخداع؛ لأن المحصول قد يستعمل قبل ذلك ويتم العقد عليه على أنه بصفة معينة ومواصفات محددة وهو ليس كذلك. فهذا غش وتدليس روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام فأدخل يده فنالت أصابعه بللا فقال : يا صاحب الطعام ما هذا ؟ قال : أصابته السماء يا رسول الله قال : أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ؟ ثم قال : من غشنا فليس منا. قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. وقال أيضا: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما. رواه البخاري ومسلم .
والله أعلم.