الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا بيان حكم البيع في المسجد، في الفتوى رقم: 23300، وأما الصورة المذكورة في السؤال فليست داخلة -إن شاء الله- في معنى ذلك، فإنه لا يخفى أن اختلاف المتبايعين، وحرص كل منهما على إلحاق الغبن بالآخر، وترددهما في السوم، وارتفاع الأصوات، ونحو ذلك مما يصاحب البيع والشراء في الأسواق -إن كل ذلك غير حاصل في صورة الحال المسؤول عنها بالنسبة للمسجد.
فهي خالية من علة النهي فإن المعنى المقصود من منع البيع والشراء في المسجد كما يقول الدهلوي في حجة الله البالغة: فلئلا يصير المسجد سوقاً يتعامل فيه الناس، فتذهب حرمته، ويحصل التشويش على المصلين والمعتكفين. انتهى. وراجع للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 124659.
والله أعلم.