آفات العمل المختلط

14-4-2010 | إسلام ويب

السؤال:
ارتبطت بفتاة تعمل معي في نفس المكان، استمرت هذه العلاقة ثلاث سنوات، في خلال هذه الفترة تقدمت لها إلا أن أهلها رفضوني لأنني أقل ماديا واجتماعيا، لا أستطيع ترك العمل لأنني لا أستطيع أن أجد له بديلا، حاولت أن أبتعد عنها وطلبت من أهلها ذلك أن يبعدونا عن بعض لقدرتهم السلطويه بنقلها من المكان إلا أنهم لم يهتموا بأي شيء، خلال هذه الفترة أخطانا في حق الله لدرجه تقترب من الزنا، أكثر من مرة وكل مرة نتوب إلا أننا نضعف أمام شهوتنا، أقسم لك أنني لست إنسانا عاصيا لله بطبيعتي وأصبحت هذه هي فتنتي في حياتي . حاولت أن أفعل أي شيء لكي أرتبط بها بشكل شرعي. لكن الأب امتنع لأقصى درجة. حاولت هذه البنت أن تفعل أي شيء إلا أن تواجه أهلها لدرجة أنها وافقت على خطبتها من شخص آخر لكي تبعد عني ولكن المصيبة أن ذنوبنا تتعاظم. اضطرت لتفضح نفسها في العمل لكي ترتبط بي. وعلم الأب بذلك ومازال مصرا على رأيه وهي واقعه في المنتصف بيني وبين أهلها، حاولت أن تقول لخطيبها ولكن الأب منعها من ذلك. عصيت الله كثيرا بسبب هذا الموضوع لدرجه أننا كنا نعصيه ونذهب لنصلي، أصبحنا مثل المجانين . لم نرض لحظه عن ذنوبنا ولكن نقع في الشهوة وكأننا مسحوران دائرة لا تنتهي. اضطررت أن أرسل لخطيبها كلاما قذرا عن خطيبته لكي يتركها وأرتبط بها. أقسم لك ما أردت أن أشهر بها ولكن أردت أن أرتبط بها لكي نصلح ما أفسدناه . أعرف أن أفعالي كلها أصبحت خطأ في خطأ. هل أواجه أباها وخطيبها بشكل مباشر لما وصلت به علاقتنا علهم يوافقوا ولو كانوا مرغمين أو ماذا أفعل لأنني لا أستطيع أن أرتبط بغيرها لحبي لها والأكثر من ذلك أنني عصيت الله؟ أخشى جدا من ( الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات) لا أريد أن أرتبط بخبيثة مثلي ولكن أريد أن أرتبط بمن أخطأت في حق الله معها . ماذا أفعل بجد ماذا أفعل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتعلق بالأجنبية والخلوة بها والنظر إليها والتلذذ بجسدها كل هذه أمور محرمة، لمخالفتها النصوص الشرعية الصريحة من الكتاب والسنة قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ. {النــور:30}. وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.

وفي الطبراني والبيهقي من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.

فعليك ـ أيها السائل ـ بالمبادرة إلى التوبة من تلك الآثام وأن تقطع صلتك بهذا الفتاة، وأن تنصرف حتى عن التفكير في الزواج منها لأنه لا سبيل إلى الزواج منها إلا بموافقة وليها وأنت ترى تعنت أبيها في ذلك، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ندب إلى نكاح ذات الدين بقوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

وبما أنها قد وافقتك على تلك المعاصي فليست بذات دين، وبالتالي فالأولى تجنب الزواج منها وإخراجها عن حيز التفكير، وعليك أن تترك مكان عملك هذا فإن سبب بلائك هو اجتماعك بها، إلا أن لا تجد عملا آخر فلا بأس ببقائك في عملك مع قطع علاقتك بالفتاة كما تقدم.

ثم في النهاية ننبهك على أن تشهيرك بها أمر محرم لا يجوز مهما كان القصد منه، فاتق الله واحذر من أعراض الناس والتشهير بهم على وجه لا يجوز.

وراجع خطورة العشق وكيفية علاجه في الفتاوى التالية أرقامها: 117632، 9360، 27626.

والله أعلم. 

www.islamweb.net