الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك حرصك على الاستقامة والتوبة، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الحق حتى نلقاه، ثم إننا نحب أن نهمس في أذنك بنصيحة لعل الله أن ينفعك بها، وهي أن تعلقي قلبك بربك عز وجل، وتتوكلي عليه وحده، وتفوضي أمرك إليه تبارك وتعالى، وتثقي باختياره لك، فإن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، والعبد قد يظن الخير في أمر ما ويكون هو محض الشر، وقد يظن الشر في أمر ما، ويكون هو عين الخير، وذلك لأن عقل الإنسان قاصر عن إدراك حقائق الأشياء ومآلاتها، ومن ثم كان العاقل اللبيب هو الذي يفوض أمره لربه، ويثق باختياره وتدبيره، عالما أن الله تعالى أرحم بعبده من الأم بولدها، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.
ثم إن الجنسيات والأعراق والبلدان المختلفة لا تأثير لها في الفضل وعدمه، فإن الفضل عند الله إنما هو على قدر التقوى، فالأتقى لله هو الأفضل مهما كانت جنسيته، وقد قال الله عز وجل: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات:13} فلا عليك إن زوجك الله بمن يتقي الله فيك، وإن كان من هذا البلد أو ذاك.
ثم إننا نحذرك من الدخول إلى المواقع التي لا تراعي الضوابط الشرعية في العلاقة بين الرجال والنساء، فإن ذلك من أكبر أبواب الشر والفساد، وننصحك بالاجتهاد في الطاعة والإكثار من النوافل ولزوم ذكر الله عز وجل، ودعائه أن ييسر لك الخير حيث كان، وأما مواقع الزواج فلا بأس في التعامل معها إذا كانت تنضبط بضوابط الشرع المطهر. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 121163، والفتوى رقم: 108281.
والله أعلم.