الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان والد زوجك لا يعطيه راتباً مناسباً لعمله فليس من حقه منعه من العمل في مكان آخر يتكسب منه، فإنّ في ذلك إضرارا بولده وتضييقاً عليه، وطاعة الوالدين تكون فيما لا ضرر فيه على الولد.
قال ابن تيمية: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ ......، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ. الفتاوى الكبرى.
و قال الهيتمي: إذَا ثَبَتَ رُشْدُ الْوَلَدِ الذي هو صَلَاحُ الدِّينِ وَالْمَالِ مَعًا لم يَكُنْ لِلْأَبِ مَنْعِهِ من السَّعْيِ فِيمَا يَنْفَعُهُ دِينًا أو دُنْيَا. الفتاوى الفقهية الكبرى.
وعلى ذلك فمن حقّ زوجك أن يترك العمل مع والده ويعمل في مكان آخر.
لكن يجب عليه على كل حال أن يداوم على برّ والده والإحسان إليه وطاعته في المعروف.
وينبغي لك أن تعينيه على هذا الأمر فإنه مما يرجى أن يعود عليكما بالخير والبركة.
وننبه إلى أنّ رضا الوالد من أيسر الطرق للجنة، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أواحفظه. رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني.
والله أعلم.