الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنّ حق الأم على ولدها عظيم وبرها من أفضل القربات إلى الله، لكن برّ الولد بأمه ليس منحصراً في إسكانها في بيته، فإذا كانت أمك تقيم عند أخيك ولا ضرر عليها في ذلك، فلا يلزمك نقلها إلى بيتك، ويمكنك القيام بما عليك من برها وهي مقيمة عند أخيك بزيارتها وتفقد أحوالها وطاعتها في المعروف والإحسان إليها بما تقدر عليه من المال وقضاء الحوائج مع طيب الكلام ولين الجانب.
واعلم أنّ من حقّ زوجتك عليك أنّ توفرّ لها مسكناً مستقلاً مناسباً لا تتعرض فيه لضرر، ولا يلزمها قبول السكن مع والدتك.
قال الكاساني: وَلَوْ أَرَادَ الزَّوْجُ أَنْ يُسْكِنَهَا مع ضَرَّتِهَا أو مع أَحْمَائِهَا كَأُمِّ الزَّوْجِ وَأُخْتِهِ وَبِنْتِهِ من غَيْرِهَا وَأَقَارِبِهِ فَأَبَتْ ذلك عليه أَنْ يُسْكِنَهَا في مَنْزِلٍ مُفْرَدٍ لِأَنَّهُنَّ رُبَّمَا يُؤْذِينَهَا ويضررن بها في الْمُسَاكَنَةِ وَإِبَاؤُهَا دَلِيلُ الْأَذَى وَالضَّرَرِ . بدائع الصنائع. وانظر الفتوى رقم: 28860
فالواجب عليك أن تجمع بين برّ أمّك وعشرة زوجتك بالمعروف وتعطي كل ذي حق حقّه، واستعن بالله وألح في دعائه فإنه قريب مجيب.
وللفائدة انظر الفتوى رقم : 57441.
والله أعلم.