الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد الالتفات في الطواف مع كون البيت عن يسار الطائف ليس مبطلا للطواف، وإن كان ترك الالتفات لغير حاجة مستحبا، قال في حاشية الروض: ويستحب ترك الكلام، وكل عمل ينافي الخشوع، كالالتفات والتخصر وينبغي صون النظر عن كل ما يشغله، ويتأكد عما لا يحل كالنساء، والمرد، بشهوة فينزه طوافه عن كل ما لا يرتضيه الشرع، من القول والفعل. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 79997.
وبه تعلم أن طوافك للحج والعمرة صحيح، فإن الظاهر أن الذي وقع منك هو الالتفات بوجهك والنظر عن يمينك وشمالك وخلفك وهذا لا يبطل الطواف كما قدمنا، وإنما شرط صحة الطواف عند جمهور أهل العلم أن يجعل الطائف الكعبة عن يساره في جميع الأشواط، فمن فعل هذا فطوافه صحيح، ومن ترك جعل البيت عن يساره في شيء من طوافه فإنه لا يعتد به وتجب عليه إعادته، وقد يعذر بالجهل في عدم الإثم ولكنه لا يعذر في وجوب إعادة الطواف لأنه واجب فلا تبرأ ذمته إلا بفعله، ثم إنه قد يأثم من وجه آخر وهو تقصيره في تعلم العلم الواجب عليه، وهذا كله في من ترك جعل البيت عن يساره في شيء من الطواف، وأما مجرد الالتفات فلا يؤثر في صحة الطواف، وكذا مجرد الشك في كون الطائف لم يجعل الكعبة عن يساره في شيء من الطواف إذا كان هذا الشك حدث بعد الفراغ من الطواف فإن الشك بعد الفراغ من العبادة لا يؤثر.
والله أعلم.