الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى رفع شأن الكعبة، وسماها البيت العتيق، وشرع للناس زيارتها ليشهدوا منافع لهم وتغفر ذنوبهم بممارسة الشعائر عندها إلى غير ذلك من الفوائد، وجعلها مثابة للناس وحرما آمنا، وهذا يدل على رفعة شأنها وعلو منزلتها عند الله، وقد ظلت الكعبة فترة طويلة من الزمن وهي أرفع وأطول الأبنية الموجودة في المحيط الذي بنيت به.
وأما في الزمن الحالي الذي أنعم الله فيه بتيسير المواصلات وسهل توافد الحجاج من كل مكان، فقد دعت الحاجة إلى بناء العمارات الطويلة حول الكعبة؛ لأن المكان ضيق بسبب الجبال المحيطة بالكعبة، وقد وسع المسجد الحرام توسعة كبيرة أدخل فيها كثير من المناطق المجاورة له، وهذه التوسعة هي أعظم ما يحتاجه الحجاج والمصلون. وأما رفع مبنى الكعبة حتى يعلو العمارات أو جعل العمارات حولها مثلها أو دونها فليس في الشرع ما يفيد طلبه.
والله أعلم.