الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغالب أن مثل هذا الكلام يكون المقصود به أمرا نسبيا، أي في مجال المقارنة بين أمها وبين من تحب من مثل أبيها وزوجها وولدها ونحو ذلك.
فإن كان هذا هو المقصود فلا حرج في هذه العبارة، وإن كان المقصود الإطلاق فلا يجوز، لأن محبة الله ورسوله يجب أن تكون مقدمة على كل شيء، قال تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {التوبة:24}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. متفق عليه.
وروى مسلم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...الحديث.
وفي هذه الحالة يكون في الأمر غلو ومخالفة للآية المذكورة بالسؤال والتي تقتضي أن تكون حياة المسلم كلها لله تعالى.
والأولى على كل حال تجنب مثل هذه العبارات التي قد لا تخلو من محاذير.
والله أعلم.