الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحن نوصيك أولا أيها الأخ الكريم بالاجتهاد في تعلم أحكام الشرع ومعرفة ما يلزمك معرفته من أمر دينك، ثم اعلم أن قصر الصلاة الرباعية لا يباح إلا في السفر، والسفر المبيح للقصر هو ما بلغت مسافته ثلاثة وثمانين كيلومترا تقريبا بين طرفي البلدتين في قول الجمهور، وراجع الفتوى رقم: 77747، وما أحيل عليه فيها، وعليه؛ فإن قصرك الصلاة في الحال المذكورة لا يجوز بحال، وكذلك لا يجوز لك الجمع إن لم يكن لك عذر يبيح الجمع، وقد فصلنا الأعذار المبيحة للجمع. فانظر لمعرفتها الفتوى رقم: 6846.
وحيث أبيح الجمع فلا مانع منه للمنفرد إلا في الجمع بسبب المطر.
وإذا علمت أيها الأخ الكريم أنه لا يجوز لك القصر ولا الجمع ما لم يوجد عذر مبيح للجمع، فإن الواجب عليك أن تصلي كل صلاة في وقتها، وذلك لقوله تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" فتصلي الظهر في عملك مع الجماعة، ثم إذا دخل وقت العصر فإنك تصليها حيث أدركتك، ولتحرص على صلاتها في جماعة، فإن صلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين على الراجح من أقوال العلماء.
والله أعلم.