الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمحتوى الإسرائيليات ينظر فيه، فإن وافق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فنصدقه ويجوز أن ننشره، والأولى الاستغناء عنه بما عندنا، وإن خالف ما جاء به نبيناً صلى الله عليه وسلم فنكذبه وننكر على من ينشره.
وأما إن لم يكن عندنا ما يصدقه ولا يكذبه فهذا النوع تجوز حكايته من دون تصديق له ولا تكذيب، ففي حديث البخاري: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. وفي حديث المسند: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه. انتهى. ولحديث البخاري: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.
وأما كيفية التحقق من موافقتها لنصوص الوحي أو مخالفتها له فيعلم بالتأمل في نصوص الوحيين، وهذا لا يمكن معرفته إلا لمن علم بهما، وأما العوام فالأصل عدم اطلاعهم على الإسرائيليات لئلا ينطلي عليهم بعض ما فيها من الأباطيل التي يكذبها الشرع وهم لا يشعرون، ولهذا نهى أهل العلم عن النظر في كتب أهل الكتاب إلا لمن كان عنده علم يميز به بين الحق والباطل، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 81026، 14742، 40774، 27803.
والله أعلم.