الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسب الدين كفر أكبر ، وردة عن الدين لا عذر فيه لأحد إلا المكره، وقد سئل الشيخ عليش المالكي: ما قولكم في رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة فالسب ردة بالأولى، وفي المجموع: ولا يعذر بجهل وزلل لسان. انتهى من فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك.
وعليه فإن أمك بسبها لدين الله تكون قد ارتكبت فعلا يعد كفرا بلا ريب.
أما عن تعاملك معها فلا بد وأن يكون بالتي هي أحسن، وأن تصاحبيها بالمعروف، وتؤدي لها حقها من البر والصلة، ومن أعظم البر بها أن تذكريها بقبح ما تفعله، وأن هذا من أعظم المنكرات وأقبحها على أن يكون هذا بأسلوب حكيم لا تعنيف فيه، مع كثرة الدعاء لها بالتوبة والهداية عسى الله أن يهديها على يديك.
وننبهك على أن البر بها لا يعني إقرارها على الكفر، بل لا بد وأن يكون حالك هو براءتك من فعلها هذا وبغضك له، مع برك بها والإحسان إليها، ولا تنافي بين هذا وذاك.
وأما الكافر الحربي فقد بينا حده في الفتوى رقم: 127450.
والله أعلم.