الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج على المرأة أن تعمل عملا يلائم فطرتها الخلقية وطبيعتها الجسدية إذا ما أمنت الفتنة وروعيت الأحكام الشرعية، من التزامها بالحجاب الشرعي الساتر لجميع البدن، واجتناب المخالفات من خلوة واختلاط محرم وجميع التصرفات المحظورة، وكان ذلك بإذن زوجها إن كانت متزوجة، وهذا مثل تدريسها للبنات أو عملها في مستشفى خاص بالنساء، فهذا لا حرج فيه ولو لم تكن محتاجة إلى مثل هذا العمل، وقد يكون عملها مندوبا أو واجبا بحسب حالها، والحاجة إليها.
وأما القرار في ذلك فمرده إليك فأنت أقدر على تحديد ظروفك وأحوالك منا، لكنا ننصحك على كل حال بالقرار في بيتك اقتداء بأمهات المؤمنين، وأن تفرغي نفسك وتكرسي جهدك لتربية أولادك والقيام بحق زوجك، فهذا ما تطالب به المرأة في المقام الأول، ولو أنها قامت بذلك حق القيام فلن تجد في الغالب وقتا بعد ذلك تقضيه في عمل خارج المنزل.
وفي النهاية ننبهك على بعض الأمور:
1ـ أن الرؤى لا تنبني عليها أحكام شرعية ولا دنيوية كما بيناه في الفتوى رقم: 67482.
2ـ أنه لا يوجد لباس معين يسمى " لباس السنة" ولكن السنة في اللباس ما تيسر مما يوافق أهل العصر والبلد من المسلمين ما لم يرد أمر بلبس معين ـ كلبس الأبيض من الثياب كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فحينئذ يستحب، أو يرد نهي عن لبس معين كلبس الرجل لبس النساء أو العكس، وكلبس ما فيه تشبه بالكفار، أو لبس المعصفر من الثياب فيحرم أو يكره حسب الحكم المقرر في كل حالة كذلك، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 106788.
3ـ نؤيدك فيما ذكرت من قناعتك أن مشاركة الخادمات في تربية الأولاد أمر له آثاره السيئة خصوصا إذا كن ضعيفات الديانة فهذه نظرة صحيحة ولا بد من وضعها في الاعتبار.
والله أعلم.