الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمثل هذه العلاقات بين الرجال والنساء الأجانب علاقات محرمة منكرة، ويجب على من وقع فيها أن يتوب إلى الله جل وعلا، وأن يقلع عنها فورا ابتغاء رضوان الله وامتثالا لأمره وخوفا من بطشه وعقابه، إذ لا يعترف الإسلام بعلاقة بين الرجال والنساء الأجنبيات إلا تحت مظلة الزواج الشرعي.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.
فإذا كان هذا الشخص جادا فليأت البيت من بابه وليتقدم للزواج منك، ثم عليك الآن وبعد الخطبة أن تقطعي علاقتك به حتي يتم العقد.
أما بخصوص الدعاء فلا حرج عليك أن تدعي الله سبحانه أن يرزقك الزواج به، وسيجعل الله سبحانه لك من دعائك خيرا؛ إما بتحقيق المطلوب وحصول ما تريدين، أو يصرف عنك من الشر بمثل ذلك، أو يدخر ثواب الدعاء لك في الآخرة، وفي كل خير فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر قال: الله أكثر. رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
فعليك أن ترضي بقضاء ربك لك في كل حال؛ لأن الله هو العالم بالأمور على الحقيقة، أما الإنسان فمحجوب عنه الغيب، وقد يدعو بأمر هو في ظاهره خير له ولا يدري أن وراءه عطبه وهلكته، فيصرفه عنه ربه برحمته وحكمته، قال الله سبحانه: وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً{الإسراء:11}
والمعنى: أن الإنسان يدعو بما يحسبه خيرا وهو في الحقيقة شر، وهذا راجع لفرط تعجله وقلقه. جاء في تفسير الرازي: أقول: يحتمل أن يكون المراد: أن الإنسان قد يبالغ في الدعاء طلبا لشيء يعتقد أن خيره فيه، مع أن ذلك الشيء يكون منبع شره وضرره، وهو يبالغ في طلبه لجهله بحال ذلك الشيء، وإنما يقدم على مثل هذا العمل لكونه عجولا مغتر بظواهر الأمور غير متفحص عن حقائقها وأسرارها. انتهى.
والأفضل قطعا - إن تقدم هذا الشخص للزواج منك - أن تستخيري ربك فإن في الاستخارة خيرا عظيما.
والله أعلم.