الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان في تأخيرك للزواج تعريض لنفسك للوقوع في الحرام فذلك غير جائز، قال البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الإرادات: وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا, مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ.
وأما إذا كنت لا تخشين على نفسك الفتنة بتأخير الزواج فهو جائز، لكن الأولى المبادرة بالزواج إذا تقدم إليك ذو دين وخلق، و قد سبق أن بينّا في الفتوى رقم : 58153، أنّ إكمال الدراسة ليس مسوّغاً لتأخير الزواج، كما ننبّه إلى أنّ تكرار رفض الفتاة للخطاب غير مأمون العواقب، ولا شكّ أن زواج الفتاة من صاحب الدين والخلق أنفع لها في دينها ودنياها من الشهادات الدراسية والمناصب الدنيوية.
والله أعلم.