الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن للأم حقاً عظيماً على ابنتها، فمن الواجب عليها برها والإحسان إليها وخاصة في حالة الضعف والمرض، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الإسراء:23].
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك". وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن البر بالوالدين من أفضل القربات والأعمال، بل إنه سماه جهاداً، وذلك في جوابه للذي جاء يستأذن في الجهاد، فقال: "أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد".
وفي المقابل فإن للزوج حقاً على زوجته بطاعته في المعروف والقيام بما يجب عليه تجاهه، وقد بينا أدلة ذلك في الفتوى رقم: 49264، فالذي ننصح به أمك هو العمل على التوفيق بين بر أمها وعدم عصيان زوجها كما بينا في الفتوى التي أشرنا إليها أولاً، فيمكنها أن تحاول إقناع زوجها بأن يسمح لها بزيارة أمها في فترات متقاربة، وينبغي له أن يكون عوناً لها في ذلك.. وإذا لم يفعل وكانت أمها في حاجة إلى الخدمة وتخشى عليها الضيعة فإن أمكن أن توفر لها خادمة أمينة تقوم عليها فذاك، وإن لم يمكنها ذلك ولم يوجد من يقوم عليها غيرها، فلا يجوز لها أن تعرض أمها للضياع من أجل زوجها فيمكنها أن تفتدي نفسها من زوجها وتحصل على الخلع، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 3875 وهي عن الخلع ودليله وما يترتب عليه.
والله أعلم.