الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما جواب السؤال الأول، فلا يجوز الدعاء بمثل هذا ولو على سبيل المزاح، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.
ولكن لا يعد ذلك استهزاء بالدين مخرجا من الملة، لا من القائل ولا من المستمع.
وكذلك ما يسمى (دعاء مدرس اللغة العربية) ونحوه فإنه لا يجوز، وفيه خطر عظيم.
وقد سئل عنه الشيخ ابن عثيمين فقال: دعاء الله تعالى عبادة يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل لقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}. ولا يحل للمسلم أن يتخذ دعاء الله تعالى هزءاً يتندر به ويتنطع به؛ فإن هذا خطر عظيم وخطأ جسيم. والواجب على العبد إن كان صادقاً في دعاء ربه أن يدعو الله عز وجل بأدب وصدق افتقار إليه، وأن يدعو الله بما يحتاجه من أمور دينه ودنياه على الوجه الذي جاءت به السنة، أما هذه الصيغ التي ذكرها السائل ففيها عدة محاذير:
ـ الأول: أنها تقال على سبيل التندر والتنطع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً.
ـ الثاني: أنها لا تنم عن داع يعتبر نفسه مفتقراً إلى الله تعالى يدعوه دعاء خائف راجٍ.
ـ الثالث: أن بعضها يحمل معاني فاسدة أو معاني أشبه ما تكون باللغو كما في دعاء مدرس الجيولوجيا.
ونصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله ويخافوا مقامه وأن لا يتخذوا آيات الله هزواً، وأن يعلموا أن مقام الرب عظيم لا يخاطب جل وعلا بمثل هذه الكلمات السخيفة المتكلفة، نسأل الله لنا ولهم الهداية. اهـ.
والله أعلم.