الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أيده الله تعالى بمعجزات عظيمة كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى، كما قال تعالى: إذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ. {المائدة:110}، ولكن وجود الحديث في الإنجيل عن هذه المعجزات أو غيرها لا يمكن الجزم به لأن ما في الإنجيل لا يجوز تصديقه، لما أصابه من التحريف والتبديل. وفي الحديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. رواه البخاري.
وأما زعم أخذ القرآن من الإنجيل فهو كذب لأن القرآن نزل به جبريل من عند الله تعالى، كما قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَميِنُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ. {192-193-194-195}.
وأما كون رسالة النبي صلى الله عليه هي خاتمة الرسالات فهذا منصوص عليه في نصوص الوحي، مثل قوله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وخَاتَمَ النَّبِيِّينَ. {40}، وفي حديث الصحيحين: وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبييون. وفي حديث الصحيحين: لا نبي بعدي.
ومن أقوى الأدلة على هذا معجزة القرآن إضافة إلى ما ذكر أهل العلم من دلائل النبوة ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على صدقه.
ثم إننا ننبه إلى تحريم الاطلاع على المواقع والكتب المحرفة على من لم يكن متسلحاً بالعلم الشرعي لئلا تنطلي عليه شبه أهل الضلال، فلا يجوز النظر في مثل هذه المواقع إلا لعالم يريد التصدي لهم وإبطال باطلهم، وأما غيره فعليه تفريغ أوقاته في مطالعة نصوص الوحيين.
وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 20706، 54711، 132696، 117348، 106662.
والله أعلم.