الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أهم ما ينبغي للمسلم أن يسعى إليه في هذه الحياة هو حفظ كتاب الله تعالى لما في ذلك من الشرف في الدنيا والفوز في الآخرة، ففي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وروى الطبراني وغيره مرفوعاً: أشراف أمتى حمله القرآن وأصحاب الليل. وقال صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها. رواه أبو داود وصححه الألباني.
ولذلك فإننا نشجع السائلة الكريمة ونحثها على تنفيذ الفكرة الطيبة والطموح الكبير.. ولا يمنعك من ذلك عدم حفظك سابقاً فإن العلم بالتعلم... وإذا لم تستطيعي حفظ القرآن الكريم فحاولي أن تحفظي أكثره أو ما استطعت منه، ففي الحديث: الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب. رواه الدارمي وغيره مرفوعاً. وقال الشيخ حسين أسد إسناده حسن.
وانظري بعض الطرق لكيفية حفظ القرآن الكريم بالتدريج في الفتوى رقم: 3913، ثم لتعلمي أن الواجب عليك عينا من حفظ القرآن هو سورة الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بها كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 32515. وما زاد على ذلك فهو خير وفضل.
وتعليم الطفل في وقت مبكر من عمره لا شك أنه أفضل، وينبغي أن تبدئي له بقصار السور وبتحفيظها تدريجياً آية آية... ولا يلزم من ذلك أن تكوني قد حفظت القرآن كاملاً.
وأما تعلم قواعد اللغة العربية فلا شك أنه مهم ومفيد وخاصة بالنسبة لمن كان جامعياً مثلك ويطمح لحفظ القرآن وتعليم النشء.. فمعرفة القواعد معينة على فهم القرآن والحديث ونصوص العربية على العموم.
والله أعلم.