الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالطريق المشروع لقضاء الشهوة هو الزواج ، وما عدا ذلك من وسائل قضاء الشهوة فهو غير جائز، وهو انحراف عن الفطرة وإضرار بالدين والنفس، واعلمي أنّه يجوز لك أن تطلبي ممن ترين فيه الصلاح أن يتزوجك، فإنّه لا حرج على المرأة أن تفعل ذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281
وإلى أن يتيسر لك الزواج فإن عليك أن تصبري وتلتزمي حدود الشرع ، قال تعالى : وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور33}
ومما يعينك على ذلك الصوم مع الحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، فإن ما تجدينه إنما هو يسبب أنك فتحت على نفسك باب الإثارة عن طريق النت، ولو أنك أغلقت هذا الباب لاسترحتِ، واعلمي أن الله تعالى حين حرم الزنا حرم الطرق الموصلة إليه وأمر باحتناب دواعيه فقال: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً{ الإسراء:32}
ولم يقل ولا تزنوا، ولا ريب أن لا تقربوا أبلغ من لا تزنوا، لأن معناها الاجتناب بالكلية عن دواعيه فضلا عن مباشرته. قال أبو السعود في تفسيره: ولا تقربوا الزنا بمباشرة مبادئه القريبة أو البعيدة، فضلا عن مباشرته، وإنما نهى عن قربانه للمبالغة في النهي عن نفسه، ولأن قربانه داع إلى مباشرته.
فعليك بتقوية الصلة بالله والاعتصام به والتوكل عليه، والحرص على مصاحبة الصالحات، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظن بالله فإنّه قريب مجيب.
وراجعي الفتوى رقم : 23231 وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالموقع .
والله أعلم.