حكم تعليم اللغة العربية للفرق الضالة

3-5-2010 | إسلام ويب

السؤال:
بعون الله أحاول رفع راية الحق بالدعوة إلى الله قدر الاستطاعة باللغة الانجليزية، وبالاطلاع على عيوب وتحريف الإنجيل، ومؤخرا تقدم شخص إنجليزي عن طريق مقر عملي الأساسي وليس عن طريق الدعوة وأراد مني تعليمه اللغة العربية مقابل أجر، وفرحت في الحقيقة لهذا الأمر ولكني بعد فترة اكتشفت أنه قسيس من أتباع شهود يهوه وهي فرقه مسيحيه ضالة مضلة، وهو ينوي أن يدخل العرب والمسلمين لهذا الدين المنحرف الذي يحرم حتى نقل الدم للمريض أو زرع الكلية مثلا, ولذلك يدرس العربية لتنصير العرب، وأعلمكم أني دخلت معه في عدة مناظرت ودحضته كل مرة ولله الفضل بالدليل من كتابهم المقدس ومن كتاب الله المجيد، ولكنه لا يزال عنيدا ويعتقد أنه قادر على دعوة العرب لدينه برغم علمه بقوة عقيدة المسلمين. وأريد منكم أن تفتوني في أمره خوفا من أن يلبس علي إبليس الأمور بعد الإطلاع على ما يلي:
أعلم أنا الفقير إلى الله أنه محرم في الكتاب والسنة مساعدة التبشيريين النصارى ولكني أطمع في أن يدخل الإسلام. فهل أستمر في تعليمه أم أتوقف؟
أحيانا أشعر أن الله رمى به في طريقي ليكون سببا في رزقي وأكون سببا في هدايته فهل هذا تلبيس من إبليس لعنه الله؟
وأخيرا ما هو أفضل إجراء أتبعه مع هذا القسيس العنيد مع أنه غير حاقد على الإسلام ودخلت بيته وصليت فيه العصر مرتين؟
أرجو الرد سريعا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 فمنظمة شهود يهوه منظمة سرية، مسيحية المظهر يهودية المخبر، ومن أفكار هذه المنظمة إشاعة الفوضى الخلقية والتحلل من جميع الفضائل الإنسانية، ولا يؤمنون بالآخرة وما فيها من حساب وعقاب وجنة ونار...

ولهم نشاط واسع في كثير من دول العالم وخاصة دول الإسلام، وعلى هذا فهي منظمة يهودية خطيرة تتستر بلبوس المسيحية وتعادي الإسلام والمسلمين، ولا يخفى أنه لا يجوز لمسلم أن يتعامل معها في ما يتعلق بهذه النشاطات وما يقاربها.

وأما العمل لدى شخص من هذه المنظمة في غير هذه المجالات فهو جائز إذا كان العمل في ذاته مباحا. وراجع لتفصيل ذلك الفتويين: 130068، 58746.

والذي نراه أن تعلم هذا الشخص للغة العربية إنما يهدف من ورائه إلى الفتنة ودعوة العرب لملته الباطلة ومذهبه الرديء، وقد ذكر السائل نفسه ذلك فقال: (وهو ينوي أن يدخل العرب والمسلمين لهذا الدين المنحرف .. ولذلك يدرس العربية لتنصير العرب ..!!). وما دام الأمر كذلك فلا يجوز تعليمه ولا إعانته على ذلك، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {المائدة: 2}.

 وقد نص أهل العلم على حرمة بيع العنب لمن علم أنه سيعصره خمرا.

وأما رجاء السائل اعتناق هذا الرجل للإسلام، فسبيل ذلك هو دعوته ونصحه وترغيبه، ولا يلزم من ذلك تعليمه للغة العربية، بل يدعوه ولا يدرسه.

ثم ننبه السائل على أن حكمه على هذا الرجل بأنه غير حاقد على الإسلام، لا يمكن القطع به، بل الظاهر خلاف ذلك، وإلا فلماذا لا يعتنق هذا الدين الحق، وقد ناظره السائل ودحضه، كما ذكر السائل.

والله أعلم.

www.islamweb.net