الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمكاسب الحلال كلها خير، وبعضها أفضل من بعض لاعتبارات أو لمعان فيها، أو في العامل، أو لحاجة الناس إليها، فقد تكون التجارة أفضل من الزراعة أو العكس، وقد تكون الصناعة أفضل منهما باعتبار حاجة الناس إليها، وقد تكون الوظيفة خير لبعض الناس دون بعض، كمن جعل من وظيفته سبيلا إلى خدمة الناس ونفعهم واحتساب ذلك عند الله تعالى. وراجع الفتوى رقم: 63848.
وأما حديث: تسعة أعشار الرزق من التجارة. فضعيف. وعلى فرض ثبوته فلا يقتضي أفضلية التجارة على غيرها، وإنما يدل على أن الرزق منها أكثر كما ذكر ذلك المناوي وأما خبر: تمعددوا ولا تنبطوا. فهو موقوف على عمر رضي الله عنه. ولا يفهم منه كراهية الزراعة، وإنما يقصد منه عدم الركون إلى الزراعة والإخلاد إلى الأرض وترك الجهاد كما في حديث: ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد. وراجع شرح الحديث في الفتوى رقم: 45926.
والله أعلم.