الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن صلى وهو يفكر في الطعام - سواء كان جائعا أو غير جائع – فإن صلاته صحيحة, وإذا أحضر الطعام كره لمن يشتهيه أن يصلي قبل أن يأكل – إذا كان وقت الصلاة متسعا - لأن هذا سيقطع عليه خشوعه, ولذا قال صلى الله عليه وسلم: إِذَا قُدِّمَ اَلْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا اَلْمَغْرِبَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولو صلى على تلك الحال فإن صلاته صحيحة مع الكراهة, ولكن من كان في مثل حال السائلة مبتلى بالوسوسة أو يفكر في الطعام في كل حال سواء كان جائعا أو غير جائع, أحضر الطعام أو لم يحضر فإن هذا لا تكره صلاته, وكذا من كان موسوسا في مدافعة الأخبثين يفكر في المدافعة ولو لم يكن به حاجة إلى قضاء الحاجة فإن صلاته لا تكره ومثله الموسوس في حركة جفن العين كل بضع ثوان وغير هذا من الوسوسة الشديدة -نسأل الله العافية- فإن صلاته صحيحة ولا تكره.
وإذا كان في تغميض العين أثناء الصلاة قطع لتلك الوسوسة فلا حرج, وينبغي لك أيتها الأخت السائلة أن تقبلي على صلاتك بقلب خاشع ولا تلتفتي إلى تلك الوساوس فإنها من الشيطان, وانظري الفتوى رقم: 3086عن الوسواس القهري : ماهيته – علاجه, والفتوى رقم: 7040عن تغميض العينين في الصلاة.
والله أعلم.