الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصلاة خلف الرجل المذكور جائزة صحيحة، ولا شك أن الأفضل في الإمامة هو الأقرأ الأفقه الأورع؛ ولكن إذا عين غيره للإمامة ممن يصلح للإمامة، فلا ينبغي الطعن فيه ولا ترك الصلاة خلفه؛ لأن الصلاة في الجماعة واجبة على الراجح كما يدل له الحديث: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر. رواه الحاكم بإسناد صحيح كما قال الشيخ ابن باز والألباني.
وينبغي أن تناصحوا هذا الإمام ليتقدم بالإمامة التي كلف بها، ولكم أن ترفعوا أمره إلى الجهات المسؤولة، كما ينبغي أن يحرص المجتمع المسلم على توفر وكثرة المؤهلين للإمامة، ومن أهم وسائل ذلك أن يسعى الرجال المستطيعون في أخذ شيء من أوقاتهم لمدارسة القرآن وأحكام الصلاة، وأن يخصص بعض الأبناء الأذكياء للتمهر في كتاب الله والسنة والتفقه في الدين، وأن يتربى الجميع على الطاعة والاستقامة حتى يصبحوا مؤهلين ويكون النظر في اختيار أقرئهم وأعلمهم كما في حديث مسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 40074، 96140، 124518.
والله أعلم.