الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطِبْ نفساً أيها السائل الكريم، وأبشر بما يسرك، فليس ـ بحمد الله ـ في ما ذكرت ما يدخل في دائرة المذموم من الأبراج، والتي تعد نوعا من الكهانة والتنجيم، فإن المقصود بذم الأبراج إنما هو اعتقاد تأثيرها، أو أن لها علاقة بالأمور المستقبلية، أو معرفة صفات صاحب البرج، أو تحليل شخصيته من خلال الأبراج، ونحو ذلك، وراجع في ما ذكر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3790 ، 120094 ، 132983.
وهنا يحسن أن ننبه السائل على أن الأبراج في حد ذاتها لا يلحقها ذم، فقد تستعمل في ما لا بأس به شرعا، كالإخبار بما جرت به العادة من هبوب ريح أو هطول مطر أو نضج ثمار في البرج الفلاني، وقد ورد إلى (اللجنة الدائمة للإفتاء) سؤال نصه: نقرأ دائما في التقويم برج القوس أو برج الجدي وغيرها من الأبراج، وكذلك بعض الأنواء مثل نوء الغفر أو نوء النعايم وغيرها من الأنواء، ومكتوب عنها في التقويم بعض الأشياء التي تتعلق بالمطر والرياح، وأن البرد يشتد أو الحر يزداد وينبت بعض الثمار في بعضها ولا تنبت في بعضها ... الخ.
فأجابت: ما يذكر عن هذه الأبراج وهذه الأنواء من ناحية حصول المطر وعدمه، والرياح والبرد والحر والنبات ونحو ذلك، ليس من ادعاء علم الغيب في شيء، وإنما هي ما جرت به سنة الله تعالى في هذا الكون، وعرفه الناس بالتجربة والمعايشة، ثم هذه أيضا لا تخرج عن كونها توقعات قد تتخلف أحيانا لحكمة لا يعلمها إلا الذي قدرها سبحانه وتعالى. وبناء على ما تقدم فالإخبار بها وتصديقها يجب أن لا يخرج عن حيز الظن إلى الجزم واليقين اهـ.
وبنحو ذلك أجاب الشيخ العثيمين في (اللقاء الشهري) فقال: الإخبار بما يقع في البروج أو النجوم إذا كان مجرد خبر بأن يقال: جرت العادة أنه في النجم الفلاني أو البرج الفلاني يحصل كذا وكذا، فهذا لا بأس به؛ لأنه خبر، أما إذا اعتقد أن للبروج تأثيراً في الحوادث فهذا حرام، وهو نوع من الشرك.. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتوى رقم: 134029.
والله أعلم.