الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما لا شك فيه أن الفتوى أمرها خطير وخطبها عظيم، فالتجرؤ عليها مهلكة، وهي مسؤولية بين يدي الله تعالى وقد كان سلف هذه الأمة مع جلالة قدرهم وغزارة علمهم يتهيبونها، وقد ذكرنا أقوالهم بهذا الخصوص بالفتوى رقم: 14585. ومن هذه الفتوى يتبين أيضا أن الإقدام على الإفتاء بغير علم جرم كبير، ومن أفتى بغير علم، فإن كل ما يترتب على فتواه من مخالفة الشرع، يتحمل وزرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه. رواه أبو داود والحاكم وحسنه الألباني.
وعليه؛ فإن لم تكن هذه الفتوى مبنية على علم شرعي فإنك بها قد أخطأت خطأ كبيرا، فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى بالندم والعزم على عدم العود إلى مثل ذلك الذنب مع الإقلاع عنه، مع العلم أنك إذا كان قصدك مما ذكرته هو أن الأفلام إذا كان قد ترتب على مشاهدة الشخصين المذكورين لها تركهما لبعض الصلوات أو تأخيرهما لها عن وقتها فإنها بذلك تكون حراما عليهما، فإن هذا الجواب يعتبر صحيحا.
وقد سبق أن بينا أنه لا حرج في الأفلام الكرتونية للأطفال إذا كانت هادفة وخلت من المخالفات الشرعية. فيمكنك مراجعة الفتوى رقم: 124387. وإذا كانت مشاهدة هذه الأفلام تشغل عن ذكر الله وعن الصلاة فإنها تحرم لا لكونها محرمة في نفسها ولكن بسبب ما يترتب عليها.
والله أعلم