الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، ولن يعدم المسلم حكماً شرعياً فيما يطرأ عليه من المسائل المتعلقة بحاجة الناس في عبادتهم أو معاملاتهم الجديدة.
ومن ذلك هذه المسألة التي ذكرها السائل، فقبلة رواد الفضاء سواء على القمر أو المريخ أو غيره من الكواكب قبلتهم هي الأرض، لأن الله تعالى أوجب على العباد استقبال المسجد الحرام وهو في الأرض، وذكر ذلك بلفظ يدل على العموم، فقال تعالى: ... وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ.. {البقرة:144}.
وأما الوضوء فمن استطاع منهم أن يوصل الماء إلى أعضاء الوضوء بأي طريقة كانت تعين عليه ذلك، ومن لم يستطع وتمكن من التيمم بما يأخذه معه من صعيد الأرض تيمم، وإن عجز عن الوضوء والتيمم فهو في حكم فاقد الطهورين يصلي على حاله ويعيد الصلاة احتياطاً.
جاء في الموسوعة الفقهية: فذهب جمهور العلماء إلى أن صلاة فاقد الطهورين واجبة لحرمة الوقت ولا تسقط عنه مع وجوب إعادتها عند الحنفية والشافعية، ولا تجب إعادتها عند الحنابلة، أما عند المالكية فإن الصلاة عنه ساقطة على المعتمد من المذهب أداء وقضاء. انتهى.
والله أعلم.