الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على زوجتك طاعتك فيما تأمرها به من التزام الحجاب الشرعي الذي بينا صفاته في الفتويين: 6745, 13452.
وعليها أيضا أن تطيعك في ترك سماع الغناء المحرم, وقد بينا أنواع الغناء وحكم كل نوع في الفتوى رقم: 987.
ولا يجوز لها أن تمتنع عن الطاعة في ذلك ولا أن تماطل فيها لأنه أمر واجب عليها ولو لم يأمرها الزوج بل إنه لو أمرها بفعله لكان عليها أن تعصيه، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فكيف إذا كان الزوج يأمرها بترك تلك المنكرات، وهل يليق بمؤمنة عاقلة إذا أمرها زوجها بأداء فريضة أو اجتناب معصية أن تأخذها العزة بالإثم، فتسخط ربها وتعصي زوجها وتقيم على معصية الله سبحانه؟
واعلم أيها الزوج أن الله قد استرعاك على مصالحها وجعلك قيما عليها فقال سبحانه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. {النساء:34}.
قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. تفسير السعدي.
وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا. {التحريم : 6}.
قال القرطبي رحمه الله: فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة، ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية. ففي صحيح الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم". وعن هذا عبر الحسن في هذه الآية بقوله : يأمرهم وينهاهم. انتهى.
فإن قصرت في ذلك ولم تأخذ على يدها فإن عليك إثم التقصير فعليك أن تجتهد في دعوتها إلى الخير وإلى طاعة الله سبحانه، ويمكنك أن تهديها بعض الكتيبات والشرائط التي تتحدث عن حرمة التبرج والغناء, وأن تصطحبها إلى المساجد ومراكز الوعظ لتستمع إلى كلام أهل العلم والدعوة إلى الله سبحانه, ثم ننصحك أن توفر لها صحبة طيبة من بعض زوجات أصدقائك أو جيرانك ليكنَّ عونا لها على الالتزام بطاعة الله جل وعلا.
فإن أصرت على فعل هذه المعاصي فالأولى أن تطلقها قال ابن قدامة في المغني مبينا أضرب الطلاق وما يعتريه من الأحكام الشرعية... والرابع : مندوب إليه وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها مثل الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها أو تكون له امرأة غير عفيفة. اهـ
والله أعلم.