الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا الراجح في الاسم الأعظم في الفتوى رقم: 6604، والفتوى رقم: 27323.
وأما عن تخريج الأحاديث التي ذكر السائل.
فالأول منها ورد في حديث عن ابن عباس أن رجلا قال : يا رسول الله هل من الدعاء شيء لا يرد ؟ قال : نعم تقول : أسألك باسمك الأعلى الأعز الأجل الأكرم. قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه من لم أعرفهم. اهـ
وأما الثاني فإن سنده منقطع حيث إنالطبراني لم يذكر اسم الراوي عن أنس، وفي سنده إسحاق بن أسيد ضعفه الذهبي وابن حجر.
واما الثالث فقد روى الطبراني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنه دخل على عائشة ذات غداة فقالت : بأبي وأمي يا رسول الله علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فأعرض النبي صلى الله عليه و سلم بوجهه، فقامت فتوضأت فقالت : اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت . فقال: والله إنها لفي هذه الأسماء. قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله العصري وهو ضعيف. اهـ
وأما الحديث الرابع فلفظه كما في الدعاء والمعجم الأوسط للطبراني: من دعا بهؤلاء الكلمات الخمس ؛ لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد حسن سنده الهيثمي والمنذري، وخالفهما الشيخ الالباني فضعفه لأن في سنده أبا إسحاق الهمداني، وقد اختلط في آخر عمره، وكان مدلسا وقدعنعن الحديث هنا، وفيه عبد الله بن صالح - وهو كاتب الليث - فيه ضعف.
وبهذا يعلم ضعف الأحاديث المذكورة وأنها لا تصل إلى درجة الوضع.
وأما الدعاء بما لم يثبت سنده فليس ممنوعا لما ثبت من فعل الصحابة في التلبية بغير المأثور ولم ينكره عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم في الحديث الطويل عن جابر: حتى استوت به ناقته على البيداء أهلَّ بالتوحيد لبيك اللهم إلى آخره، قال وأهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد عليهم شيئا منه ولزم تلبيته.
وفي أبي داود عن جابر قال: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر قال والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فلا يقول لهم شيئا.
قال الحافظ في الفتح: وهذا يدل على أن الاقتصار على التلبية المرفوعة أفضل لمداومته هو صلى الله عليه وسلم عليها، وأنه لا بأس بالزيادة لكونه لم يردها عليهم وأقرهم عليها وهو قول الجمهور ...اهـ