الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من حالك أنك عافاك الله مصاب بداء الوسوسة، فالواجب عليك أن تجاهد نفسك للتخلص منها، فإن الاسترسال فيها مضر بدين المرء ودنياه، واعلم أن الشيطان أحرص ما يكون على إفساد ما بينك وبين زوجك، ولن تتخلص من كيده إلا بالانصراف عن هذه الوساوس جملة واحدة، فإنها حينئذ لن تضرك إن شاء الله، وكل ما جاء في رسالتك من قبيل الوسوسة التي لا يقع بها طلاق ولا تؤثر على عقد النكاح بحال.
جاء في كتاب التاج والإكليل من كتب المالكية: سمع عيسى من رجل توسوسه نفسه فيقول قد طلقت امرأتي وتكلم بالطلاق وهو لا يريده أو يشككه فقال يضرب عن ذلك ويقول للخبيث يعني صدق ولا شيء عليه اه
وفيه أيضا: هذا مثل ما في المدونة أن الموسوس لا يلزمه طلاق وهو مما لا طلاق فيه لأن ذلك إنما هو من الشيطان فينبغي أن يلهى عنه ولا يلتفت إليه كالمستنكح في الوضوء والصلاة فإنه إذا فعل ذلك أيس الشيطان منه فكان ذلك سببا لانقطاعه عنه إن شاء الله. انتهى
فأعرض صفحا عن تلك الوساوس، واعلم بأن حكاية الطلاق وذكره على سبيل المدارسة والتعلم ونحو ذلك لا اعتبار له ولا يترتب عليه شيء كما بيناه في الفتوى رقم: 118645.
ولا يلزمك التلفظ بالرجعة على سبيل الاحتياط كما تقول فليس هذا من الاحتياط في شيء بل هو من التنطع المذموم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. أخرجه مسلم في صحيحه، فإن حصل وتلفظت بالرجعة فإنها تكون لغوا لا أثر لها.
والله أعلم.